هل انتهت علاقة هوليوود بإسرائيل؟

مُقدّمة المُترجم:

يتناول كاتب المقالة علاقة هوليوود بالحركة الصهيونية وإسرائيل منذ تأسيسها حتى الوقت الحاضر عبر تلخيصٍ وتحليلٍ لكتاب «تاريخ هوليوود وإسرائيل» أو «Hollywood and Israel: A History» من تأليف توني شو وجيورا غودمان، وقد يبدو المقال المنشور على موقع فورين بوليسي مقالًا وصفيًا، إلا أنه مكتوب بنبرة حزن وأسىً تنحاز إلى دولة الاستعمار الاستيطاني وتأسف على توتر العلاقة (العاطفية) بين الطرفين.

يتبنى المقال (عن قصدٍ أو دون قصدٍ) لغة توراتية في طريقة سردهِ للأحداث، خصوصًا أنه يتناول أفلامًا وأعمال وأسماء صهيونية يهودية بالمقام الأول، وذلك إلى جانب استعماله لتعبيرات ونكت توراتية (وإنجيلية) في سياق حديث عن العلاقة بين هوليوود وإسرائيل، وقد تبدو هذه التعبيرات مُعلمنة أحيانًا، إلا أنها لا تفقد ارتباطها الديني، خصوصًا وأنها تفقد معناها خارج سياقها المسيحي/اليهودي وتصير ضمن «المُتعذر ترجمته».

وفي تناوله للأمور ذات العلاقة بفلسطين والفلسطينيين، فهو يلجأ أحيانًا إلى صيغة المجهول عند ذكره لتهجير القرى الفلسطينية وتدميرها والمجازر المصاحبة لها عندما يكون الحديث عن قضايًا تسبق قيام دولة إسرائيل (1948). كما أنه وفي سياق حديثه عن افتقار الفلسطينيين للحقوق الأساسية، فهو يتبنى لغة قمعية قائمة على الحذف والإخفاء بجعله الفلسطينيين «أقلية» وأنهم موجودون فقط داخل حدود الدولة العبرية، وأنهم يعانون هناك في الحصول على حقوق متساوية، بدلًا من كونها قضية استعمار استيطاني. تعمل هذه اللغة على تقويض تمثيل الفلسطينيين وتُلغي وجودهم داخل اللغة نفسها بما أنهم موجودون في الضفة الغربية وقطاع غزّة والشتات وأراضي 48، وتخفي حقيقة نضالهم ورغبتهم في التحرر الوطني.

يستمر هذا القمع اللغويّ في غياب كلمة فلسطين في المقالة إلا إذا كان الحديث عن الهجرة اليهودية إلى «فلسطين الانتدابية» قبل قيام دولة إسرائيل (ذُكرت مرة واحدة)، وبعدها يصير الحديث فقط عن «الفلسطينيين» (ذكرت 5 مرات)، ويعمل هذا الحذف على تعزيز الصُورة الإسرائيلية التي روَّجت لها الهسبرة الصهيونية الإسرائيلية في أنهم وجدوا في فلسطين أرضًا بلا شعب، وبعد وصولهم إليها انتفى عنها اسمها وصارت «إسرائيل» (ذُكرت 55 مرَّة) أرضًا للإسرائيليين (ذُكرت 17 مرَّة).

كما أن الكاتب، وحين يصف التوتر الذي وقع بين إسرائيل وهوليوود (وأميركا من بعدها)، فهو لا يتحدث عن أفعال الدّولة المُجرمة بحد ذاتها بقدر ما يتحدث عن فشلها في جهود الهسبرة الإعلامية وفي تغطيتها لهذه الجرائم، ملقيًا باللوم على رئيس الوزراء الإسرائيلي السَّابق اليميني بنيامين نتنياهو والرئيس الأميركي الأسبق دونالد ترامب، لأنهما صعَّبا العملية وأنهما بأفعالهما أحرجا إسرائيل ووضعاها في موقف الطرف الذي يرفض الحوار مع الفلسطينيين وأنهما لا يرغبان في السَّلام.

ويعمل الكاتب على قرن أميركا وإسرائيل معًا على أنهما ديمقراطيات متساوية وأن المشاكل التي تواجههما الآن مرتبطة بأزمة الديمقراطية نظرًا لظهور اليمين فيهما، إلى جانب اليمين العالميّ، وأن إسرائيل مثل أميركا، لها مُثل عُليا (صهيونية) قائمة على حماية يهود العالم والدّفاع عن البشر في العالم الحر ضد الإرهاب، وأن ما تفعله من مجازر وهدم وأنّ ما ترتكبه من تطهير عرقي بحق الفلسطينيين ليس إلا استثناءً وانحرافًا عن تلك القيم، بدلًا من توصيفها على أنها جُهد منهجي ومؤسسّي ومقصود وجزء بنيوي في تشكيل الحركة الصهيونية قبل النكبة ودولة الاستعمار الاستيطاني حتى هذه اللحظة. وهذا التناول الإشكالي في قرن أميركا وإسرائيل معًا، في أن مشكلتهما فقط في اليمين، يتغافل عن المشاكل البنيوية في النظام الأميركي نفسه، وفي تعامله مع فئات مُجتمعهِ غير البيض، على مستويات مُختلفة مثل التعليم والرعاية الصحية والوصول إلى الفرص والقضاء وغيرها.

أعي تمامًا أن هذه المقالة لم تكن موجهة لقارئ عربي أو فلسطينيّ، ولا أطلب من المؤلّف أن يكون مُنحازًا للرواية الفلسطينية، بل أتناول هذه الإشكاليات في طريقة عرض المقالة لما فيها من محتوى يؤكد وجود علاقة توتر حقيقية بين الهسبرة الصهيونية والرأي العام الدولي، وأني بترجمة هذه المقالة (كما هي دون تعديل) أضعها في سياقها لقارئٍ فلسطيني وعربيّ.

مُلاحظة: كل هوامش المقالة من المُترجم.

نُشرت المقالة لأول مرة في موقع عرب 48.

متابعة قراءة “هل انتهت علاقة هوليوود بإسرائيل؟”

أسئلة المُثقَّف | أن تُفكِّر عربيًا (1)

تمر أمامنا بين كل فينة وأخرى احتجاجات من أشخاص نراهم أصدقاءً على قضايا ترتبط بالمُجتمع الأوسع، وتكون هذه الاحتاجاجات والاعتراضات على شاكلة «نحن» و«هم»، أي أنهم يشيرون، بقصدٍ أو دون قصدٍ، إلى باقي أطياف المُجتمع وكأنهم يتحدثون عن جماعة أخرى، أو لنقل أنهم يأخذون تلك المسافة المتعالية بعيدًا عن المُجتمع ثم يأخذن في التنظير عليهِ، وفي رأيي، من هنا يبدأ فشل المُثقّف.

سأتناول في هذه السلسلة، والتي قد يبدو عنوانها أكبر من حجمها، بعضًا من القضايا التي يتحدث فيها جيلًا جديدًا من الشباب يُصنف نفسه على مثقف أو مُتعلم، ولكنه يفشل في أول خطوة في رحلته، وهي التحدث مع مُجتمعه، إذ ومن أول نقطة علمٍ يشربونها، يربؤون بأنفسهم على باقي الناس من حولهم، ويصير حديثهم من الخارج إلى الداخل، في نبرة لا تختلف عن النبرة الاستعمارية التي تحمل الوصاية فيها، وهو ما يؤدي في النهاية إلى رفض المُجتمعات لهم ولفظهم، لأنهم لا ينطقون بلسانها، ولا يشبهونها.

وكيلا أطيل، سأبدأ بمثالٍ مُباشر، ثم قراءتي له. تنتشر في مواقع التواصل الاجتماعي ومواقع المحتوى تنظيرات من أشخاصٍ يدَّعون الوعي حول قضية الإنجاب، بحيث يستغل هؤلاء الأدعياء منصات (اليسار في الغالب) لإهانة فُقراء مُجتمعاتهم حول قضية الإنجاب، وكيف أنهم يواصلون التُكاثر بالرغم من سوء اوضاعهم، وهم بذلك يحمَّلون هؤلاء الفُقراء مسؤولية فقرهم ومصيبتهم (وهي مفارقة حين تصدر من اليسار). تصل بهؤلاء الأدعياء الدَّعية أحيانا أن يخوضوا حوارات مُتخيلة مع هؤلاء المُعدمين، يبررون فيها أسبابهم لعدم الإنجاب، وأنَّ على الجميع أن يكونَ لا إنجابيّ، لأن الحياة ليست عادلة، والقتل في كل مكان والإجرام منتشر.

متابعة قراءة “أسئلة المُثقَّف | أن تُفكِّر عربيًا (1)”

دولةٌ صهيونية بأي ثمن: إرث بن غوريون في تأسيس دولة الفصل العنصري


مُقدّمة المُترجِم

في البداية وعند اختيار المادة، كان المخطط أن يكون العمل عليها ترجمة حصرًا، ولكن كمية المعلومات فيها والإحالات إلى خارجها دفعتني للجوء إلى مراجع أخرى، طبعًا بالاعتماد على المادة الإنجليزية مرجعًا أساسيًا. يحاول صامويل فاربر عبر القراءة النقدية لكتاب توم سيغف[1] أن يضع يده على النقاط المحورية في حياة ديڤيد بن غوريون والتي جعلت من إسرائيل الدولة القائمة اليوم، فيتحدث تحت سبعة عناوين رئيسة، كيف أنّ حلم إنقاذ اليهود من الظلم والاضطهاد في العالم الغربيّ، جعل الصهاينة، يسعون إلى بناء دولة في فلسطين، حتى لو عنى ذلك ممارسة الاضطهاد نفسه على قوميات أو عرقيات أخرى، وهنا لا تكون الصهيونية ضحية، بل هي فاعل مُجرم، يستخدم الأدوات نفسها والنظرة الاستشراقية الغربية في التعامل مع السكان الأصليين، ويركّز الكاتب على الترجمة لحياة بن غوريون في الربط بين تعامل الصهاينة الاستعماري وتعامل القوى الاستعمارية الكُبرى في أميركا الشمالية مثلًا مع السكان الأصليين هناك، ومع المكسيكيين لاحقًا، ومع الأفارقة الأميركان أيضًا. تجدر الإشارة هنا، أنّ المحتوى الموجود في هذه المادة والاستعانة بالمراجع الفرعية كان لضرورة شرح وتوضيح المعلومات في المرجع الأساسي، وبالتالي، فإن عمل المترجم على المادة ونشرها لا يعني بالضرورة (أو البتة) الموافقة على ما وردَ فيها، وإنما مُساهمة فِي نشر ما يكتبه رواد حركة المؤرخين الجدد حول العالم فيما يتعلق بالصهيونية ودولة الاستعمار الاستيطاني «إسرائيل».


متابعة قراءة “دولةٌ صهيونية بأي ثمن: إرث بن غوريون في تأسيس دولة الفصل العنصري”

اختراع إجازة نهاية الأسبوع – سلسلة طُغيان الوقت

خُضنا جميعًا أعوامًا وأوقات عصيبة، إلّا أن عاميّ الجائحة المنقضيين كانا تجربة فريدة ومؤثرة في حياتنا جميعًا، وفي طريقتنا لاستيعاب الوقت ولمرور الأيام والأسابيع والسنوات. أصابنا في هذا الأعوام ما أصابنا من حيرة وضبابية، إن لم تصبنا كورونا نفسها، وهو ما دعاني إلى التفكير في مفهوم الوقت وكيفية تعامل الحضارات معه، أرشدتني القراءات في طريقي إلى البحث في اختراع الوقت وطغيانه وكيف صارت المفاهيم المُختلفة دارجة ومُتكاملة في حياتنا. هذه هي المقالة الثالثة ضمن السلسلة، حيث كانت المقالة الاولى بعنوان طُغيان الوقت، والثانية بعنوان اختراع الأسبوع، وأردت أن تكون كِمالة السلسلة بفكرة اختراع إجازة نهاية الأسبوع، والتي استوعبناها تمامًا كما استوعبنا اختراع الوقت الاستعماري أولًا، ثم استعيابتنا لتقسيم حياتنا وتقاويمنا إلى سبعة أيامٍ دورية تُنظم عجلة الإنتاج.

يتناول الكاتب في هذه المقالة أثر الثورة الصناعية والمجتمع الصناعي في اختراع إجازة نهاية الأسبوع بما يخدم أصحاب رأس المال بالمقام الأول، ويؤكّد على وجود تواطئ بين النظام المجتمعي والتعليمي والديني مع النظام الرأسمالي في التحكم في تعبئة وتجهيز الناس ليكونوا مُسننات في آلة الإنتاج الكبيرة، كما يأتي الكاتب، سريعًا، على فكرة كارل ماركس عن الاغتراب/الاستلاب، وأثرها على الطبقة العاملة. أتمنى لكم قراءة مُمتعة ومُثرية.


متابعة قراءة “اختراع إجازة نهاية الأسبوع – سلسلة طُغيان الوقت”

اختراع الأسبوع – سلسلة طُغيان الوقت

تعلّم الأميركيون (والعالم) خلال عُزلة الجائحة في عام 2020 الكثير من الأمور، ومن أهمها، مقدار تعلقنا بنظام الأيام السبعة في الأسبوع. ومع تكوِّم الشكاوى حيال فقدان التركيز المؤقت خلال شهر أبريل، ذهب انتباهنا إلى التقويم الأسبوعي بدلًا من السَّاعة. وقد حدا هذا الأمر بقناة تلفزيونية في كليفلاند، تعمل تحت شبكة فوكس الإعلامية، أن تُسلي جمهورها ببرنامج كان عنوانه «في أي يوم نحن؟ مع تود ميني»، وقُدّمت الإجابة نفسها في كل مرة، «في واحد من أيام الأسبوع»، ولم يتم اختيار أي تاريخ من التقويم الغريغوري».

تداخلت الساعات والأشهر والفصول وكل وحدات قياس الوقت في بعضها البعض، ولكن كان غياب القدرة على تحديد أيام الأسبوع أكثر المواضيع نقاشًا حول العالم. قال توم هانكس في البرنامج الحواري Saturday Night Live، في مونولوغه بأنه لم يعد ليوم «السبت» (الجمعة في الدول العربية) قيمته كما كان. صار كل يوم هو «اليوم»، وانتشرت صور ميميَّة Memes تقول إن الأيام أمست ضبابية، وصارت أيام الأسبوع: «اليوم، ذلك اليوم، اليوم الآخر، يومًا ما، الأمس، هذا اليوم واليوم القادم»، وصار انهيار الأسبوع صورة كوميدية مبتذلة.

متابعة قراءة “اختراع الأسبوع – سلسلة طُغيان الوقت”

عن الخُبز والثورات والعيش

تاريخ حروب الخُبز يخبرنا بالكثير عن صراعات اليوم

لا بدّك أنك سمعتَ هذا التعبير قبلًا «ما يفصل بيننا وبين الفوضى ثلاثة وجبات في اليوم»، وحتى لو لم تسمعه تمامًا، فأنت تعرف تمامًا أو قد سمعت قبلًا عن أمثالٍ وجملٍ من قبيل ثورات الجياع أو ما يشبهها. الوجبة المقصودة في مثل هذا التعبير وعند الحديث عن الجياع، هي الخُبز.

يُعد الخبز واحدًا من أقدم وأرخص الأطعمة المُعدة في العالم، مع وجود أدلة أركيولوجية عليه تعود لأكثر من 30,000 عام في تاريخ البشرية. غالبًا ما تشير الروايات التاريخية عن صناعة الخبز إلى إن الروماني بليني الأكبر كان أول من شرح كيفية استخدام مقشود البيرة في إعداد الخُبز (بديل عن الخميرة). وكان يُعتقد في مصر القديمة أن العمال الذين بنوا الأهرامات كانوا يحصلون على أرغفة الخُبز مُقابلًا لعملهم.

متابعة قراءة “عن الخُبز والثورات والعيش”

لماذا لا تملك دولة الاحتلال «حق الدفاع عن نفسها»؟

مُلاحظة من المُترجم: لأن ترجمة هذه المقالة سُتنشر على مدونتي وليس في أي من المواقع أو المجلات الأخرى، ولأن نشرها سيكون حرًا، وغير مرتبطٍ بمؤسسة أو جسمٍ ما، فقد آليت أن تكون الترجمة بتصرّف، وأن أشيرَ إلى «إسرائيل» على أنها دولة الاحتلال طُوال الوقت.  أعي تمامًا أن هذه مقالة رأي لكاتبها، ولكن هذه مدونتي، ولا أريد أن أذكر اسم دولة الاحتلال إلا إن كان السياق يتطلب ذكرها (بين مزدوجين/صفة/سلبية). وسأعمد أيضًا إلى إضافة مُلاحظات خاصّة مني لتطوير المادّة. الهدف من تمرين عدم ذكر دولة الاحتلال إلا بما هي عليهِ، دولة استعمار استيطاني إحلالي، هو عدم التعوّد على ذكرها ليصير استخدامها بشكل طبيعي إطلاقًا.


«لدى إسرائيل الحق في الدفاع عن نفسها»، لربما كانت هذه واحدة من أكثر الجمل انتشارًا لفظًا وكتابةً عن المعسكر الغربي سواء في الإعلام أو في القانون أو في الإدارة السياسية والشخصيات الرسمية. صارت الجملة دليلًا في حد ذاتها للدرجة التي لم تعد ثمة حاجة لتبريريها أو توضيحها.

ولكن دولة الاحتلال اليوم تستخدم «حق الدفاع عن النفس» كوسيلة وأداة خطابية لإيقاع الحرب وإشعالها ولتبرئة نفسها. فاستخدام دولة الاحتلال لهذه الحجة يغير طبيعة الحوار من كونها دولة استعمارية تمارس جرائهما ضد الفلسطينيين إلى ردة الفعل عليها نتيجةً لأفعالها.  تحرم دولة الاحتلال الفلسطينيين من حقوقهم الإنسانية، بما في ذلك حق تقرير المصير، وتحاصر أكثر من مليوني إنسان في قطاع غزة، وتصادر الأراضي الفلسطينية في الضفة الغربية والقدس وتطرد أهلها منها، وتمارس العنصرية ضد الفلسطينيين داخل حدودها، وهو ما يجعل استخدامها لحق الدفاع عن النفس ليس سائغًا قانونيًا لقتل وقصف وتشريد الفلسطينيين مرة أخرى. ومن الواضح للغاية أنّ ما يحصل ليس حوادث فردية، بل احتلال تقوده دولة وعليهِ، فيجب على هذه الدولة تحمل المسؤوليات الجنائية الواقعة عليها.

متابعة قراءة “لماذا لا تملك دولة الاحتلال «حق الدفاع عن نفسها»؟”

آن لأميركا أن تقطع علاقتها «الوطيدة» بدولة الاحتلال

مُلاحظة من المُترجم: لأن ترجمة هذه المقالة سُتنشر على مدونتي وليس في أي من المواقع أو المجلات الأخرى، ولأن نشرها سيكون حرًا، وغير مرتبطٍ بمؤسسة أو جسمٍ ما، فقد آليت أن تكون الترجمة بتصرّف، وأن أشيرَ إلى «إسرائيل» على أنها دولة الاحتلال طُوال الوقت.  أعي تمامًا أن هذه مقالة رأي لكاتبها، ولكن هذه مدونتي، ولا أريد أن أذكر اسم دولة الاحتلال إلا إن كان السياق يتطلب ذكرها (صفة/سلبية). وسأعمد أيضًا إلى إضافة مُلاحظات خاصّة مني لتطوير المادّة، وستكون ملاحظاتي بين (قوسين) دائمًا. الهدف من تمرين عدم ذكر دولة الاحتلال إلا بما هي عليهِ، دولة استعمار استيطاني إحلالي، هو عدم التعوّد على ذكرها ليصير استخدامها بشكل طبيعي إطلاقًا.

تأتي ترجمة هذه المقالة من باب إظهار أن الرأي العام الأميركي سواء من الشارع أو من الأكاديمية، قد بدأ بالتغير، وهذا نظرًا لعدة متغيرات، منها متغيرات شعبية وناتجة عن جهود الحراكات والاتحادات الفلسطينية في الولايات المتحدة، أو لأسباب داخلية أميركية أو لأسباب تهم أو تؤثر على السياسة الخارجية للولايات المُتحدّة. يكون التركيز بشكل كبير على الرأي العام العالمي وليس على المُجتمع الدولي، والذي نعلم كلنا أنه مُنحاز حتى النهاية باتجاه دولة الاحتلال.

نُشرت هذه المقالة لأول مرة باللغة الإنجليزية على موقع مجلة فورين بوليسي من كتابة ستيفن والت، عالم سياسة أميركي، وأستاذ كرسي روبرت ورينيه بيلفر للشؤون الدولية في كلية جون إف كينيدي للإدارة الحكومية بجامعة هارفارد. قدم والت مساهمات مهمة في نظرية الواقعية الدفاعية الجديدة ووضع نظرية توازن التهديد (أو توازن القوى). ألّف وشارك في تأليف مجموعة من الكتب، منها: أصول التحالفات وكتاب الثورة والحرب وكتاب اللوبي الإسرائيلي وكتاب السياسة الخارجية للولايات المُتحدّة.


متابعة قراءة “آن لأميركا أن تقطع علاقتها «الوطيدة» بدولة الاحتلال”

لماذا تدعم الولايات المُتحدّة دولة الاحتلال الإسرائيلي؟

مُلاحظة من المُترجم: لأن ترجمة هذه المقالة سُتنشر على مدونتي وليس في أي من المواقع أو المجلات الأخرى، ولأن نشرها سيكون حرًا، وغير مرتبطٍ بمؤسسة أو جسمٍ ما، فقد آليت أن تكون الترجمة بتصرّف، وأن أشيرَ إلى «إسرائيل» على أنها دولة الاحتلال طُوال الوقت.  وسأعمد أيضًا إلى إضافة مُلاحظات خاصّة مني لتطوير المادّة، وستكون ملاحظاتي بين (قوسين) دائمًا.


في حين تعيد دولة الاحتلال ممارسة عسكريتها المتوحشة ضد قطاع غزّة المُحاصر، يبدو أن سكان القطاع أنفسهم قد حدّقوا في وجه الموت وتصالحوا معه. تشير تغريدات أهل القطاع التي انتشرت في أتون الحرب إلى أنهم قد استعدوا للأسوأ، وشهدنا كيف كانوا يجمعون عائلاتهم بأكملها في الغرفة نفسها ليموتوا معًا. لم تكن تلك التغريدات لجذب الانتباه، وإنما كانت رسائل وداع.

وفي حين أن الولايات المتحدة الأميركية وشعبها يقدسون الاحتلال الإسرائيلي ودولة الفصل العنصري الإسرائيلية، إلا أن باقي دول العالم لا ترى الأمر بنفس الطريقة، وبدأ هذا منذ تأسيس دولة الاحتلال منذ عام 1948.

ولكن اليوم، لدى دولة الاحتلال علاقات دبلوماسية مع أغلب دول العالم، ويعود الفضل في هذا إلى الولايات المتحدة الأميركية، فقد سعت واشنطن جاهدة  لتطبيع وجود دولة الاحتلال ودمجها مع الاقتصاد الدولي. لدى الولايات المتحدة الأميركية علاقة خاصّة مع إسرائيل، وذلك كما وصفتها وزارة الخارجية الأميركية:

«إسرائيل شريك كبير للولايات المتحدة، ولا صديق قريب من إسرائيل أكثر من الولايات المُتحدة. يجتمع الأميركان مع إسرائيل على التزامهم المُشترك تجاه الديمقراطية والانتعاش الاقتصادي والأمان الإقليمي. العلاقة التي لا يمكن كسرها بين الدولتين تشهد الآن أشد لحظات قوتها».

وزارة الخارجية الأميركية

متابعة قراءة “لماذا تدعم الولايات المُتحدّة دولة الاحتلال الإسرائيلي؟”

مَا نجدهُ في التَّرْجمَة

كِتابة: د. حميد دباشي | ترجمة: أنس سمحان

عَلى الرغم من شيوع ذلكَ النَّوع من الحَسرةِ عِند قراءة أيّ عَملٍ يُنشرُ بلغة غير لُغتهِ الأصليّة، وَعلى الرغم مِن انتشارِ فكرة «اسْتحالة» التَّرجمة، فإنِّي مُقتنع تَمامًا، بأنَّ الأعمالَ الفَلْسَفيَّة (وَالأدَبيَّةِ أيضًا، هَل يوجد فرقٌ بينهُمَا؟) وَعِند ترجمتها، تَكسب أكثر مِمَّا تخْسر.

ولِنَأخذ هايدغر عَلى سَبيلِ المِثال. فلَولا مترجموه الفرنسيون، ومن علَّقوا عَلى أعمالِه مِن بَعدهم، لبقيْت الفَلسفة الألمانيّة في ذلك الوقت، مَحَضَ غابةٍ حَرجيّة غامِضة. ولمْ يَصل هايدغر إلى القَارئ الإنْجليزيّ فِي الولاياتِ المُتحدة وبريطانيا، إلا بَعد تطوير دَريدا على أفكارهِ، وَبعدها بدأَ الجُهد الهايدغري- الدريداوي على تقويض الميتافيزيقا بزعزعةِ أساساتِ التّراث الفلسفي اليوناني.  وَقد يقول قائلٌ، ويكون على حق، إنَّ القدر الأكبر مِن الفلسفةِ القاريَّةِ المُعاصرة تشكّل في اللغة الألمانية مع تلاقح بين الفرنسية والإيطالية، ثُم عُوُلِمَ في اللغة الإنجليزية الأميركية السائدة والمنتشرة، وصارَ له قراءة وواقع عالميين وجديدين.  ولا عَلاقة لِهذا بإِمكَانات اللَّغات الألمانيّةِ والفرنسيّةِ والإنجليزيّة.

متابعة قراءة “مَا نجدهُ في التَّرْجمَة”

متاحف المتروبول: السارق يعيد تعريف المنهوبات

في كتاب الاستشراق، يتناول إدوارد سَعيد اقتباسًا لبلفور، يتحدث عن شرعية بقاء الإمبراطورية البريطانية في مصر: “إننا نعرف حضارة مصر أكثر من معرفتنا حضارة أي بلد آخر. إننا نعرفها قديمًا، إننا نعرفها معرفة حميمية، ونعرف أكثر عن مرحلة ما قبل التاريخ، في وقت تجاوزت فيه الحضارة المصرية ذروتها”. ويتذرّع هنا أن الدافع لبقائه في مصر هو المعرفة بها، ويزيد عليها بأنهم يعرفون مصر أكثر مما يعرفون إنكلترا.

إذن، فإن الذَريعة للهيمنة على الآخر، هي المعرفة به، وهنا المعرفة سابقة وشرط للهيمنة المُدّعاة. هذه هي الادعاءات نفسها التي ساقتها دول الاستعمار على مدار عدة قرون لنهب ثروات البلاد الأخرى وجهودها. وفي حالة مصر، وكثير من الدول ذات الحضارات العريقة، استخدموا ذريعة “نعرفها أكثر مما نعرف أنفسنا” لسرقة آثارها، لتكون المعرفة بالشيء هُنا شرطًا ضَروريًّا لفرض الرأي والسرقة، ولكن تحت مُسميات أخرى مثل “الحماية” أو “الحفظ” أو “الصون”، وغيرها من المُصطلحات التي تحمل في طياتها ذلك الغرور الاستعماري “المُتحضّر” الذي ينقذ الناس في المُستعمرات من “تخلفهم”.

متابعة قراءة “متاحف المتروبول: السارق يعيد تعريف المنهوبات”

السياسة الأميركية دراميًا… الإرهاب داخل البيت الأبيض

يتحدث مواطنٌ، بقلق، إلى وزير الدفاع الأميركي في مسلسل “بيرسون أوف إنترست” Person of Interest، ويخبره بأنهم في سعيهم لحفظ “أمن المواطن”، اخترقوا خصوصيته، ودمروها، وجردوه من كل مساحاته الخاصّة.

يردّ وزير الدفاع في هذه اللحظة: “الناس يريدوننا أن نحميهم، ولكنهم لا يريدون أن يعرفوا كيف نفعل ذلك”، في تبريره لما تفعله أجهزة الدولة دائمًا، وما فعلته الولايات المتحدة، خصوصًا بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر/أيلول عام 2001، وتوقيع الرئيس الأميركي جورج بوش آنذاك قانون الـ Patriot Act أو Providing Appropriate Tools Required to Intercept and Obstruct Terrorism.

يُترجم هذا القانون، أحيانًا، حرفيًا إلى “قانون الوطنية”، أو إلى قانون مُكافحة الإرهاب، وهو قانون خاص بتسهيل إجراءات التحقيقات والوسائل اللازمة لمكافحة الإرهاب، مثل إعطاء أجهزة الشرطة صلاحيات من شأنها الاطلاع على المقتنيات الشخصية للأفراد ومراقبة اتصالاتهم والتنصت على مكالماتهم بغرض الكشف عن المؤامرات الإرهابية. هذه الصلاحيات نفسها سمحت لاحقًا بازدياد مقدار عنف أجهزة الدولة تجاه غير المواطنين والمواطنين كذلك، فارتفعت معدّلات عنف الشرطة تجاه الشعب “للاشتباه” بأحدهم بالاعتماد على لون بشرته أو لغته، أو حتى لهجة الحديث الإنكليزية لديه.

متابعة قراءة “السياسة الأميركية دراميًا… الإرهاب داخل البيت الأبيض”

مسلسل «رامي»… خيارات الاختفاء في الولايات المتحدة

بطريقة ساخرة، يسأل رامي الرجل في متوضأ المسجد في نيوجيرسي: “إن لم أغسل ما بين قدميّ، ألن يُتقبل مني؟ هل عليّ أن أكون ملتزمًا بالكامل لأُحسب مقبولًا؟”. في استعارة واضحة عن المشاكل التي تواجهه حِيال سؤال الهُويّة. يستعرض مسلسل “رامي”، الذي أطلقته شبكة Hulu عبر الإنترنت، حياة أبناء الجيل الأول من المهاجرين العرب في الولايات المُتحدة الأميركية، وذلك عبر شَخصية رامي حسن، التي وُلدت في بيئة تختلف عن بيئة الأهل، وبلغة ليست لغتهم، ولكنها الآن صارت منطقة في الوسط لهؤلاء الأبناء. 
رامي وأخته، وُلِدا بجنسية أميركية، ولكن بأصول مِصرية (الأب مصري والأم فلسطينية). يتحدث أفراد الأسرة في البيت العربية، وفي الخارج الإنكليزية، يدينون بدين الإسلام، ولكنهم أمام اختبار دائم لولائهم لما يؤمنون بهِ، وما يتوقع الآخر منهم أن يؤمنوا بهِ. يتناول المسلسل هذه الإشكالية تناولًا كوميديًا، من دون تدنيس أي من المعتقدات، وفي الوقت نفسه، تناولًا مخالفًا لكل توقعات المشاهدين، سواء في الغرب أو في الشّرق.

متابعة قراءة “مسلسل «رامي»… خيارات الاختفاء في الولايات المتحدة”