هل انتهت علاقة هوليوود بإسرائيل؟

مُقدّمة المُترجم:

يتناول كاتب المقالة علاقة هوليوود بالحركة الصهيونية وإسرائيل منذ تأسيسها حتى الوقت الحاضر عبر تلخيصٍ وتحليلٍ لكتاب «تاريخ هوليوود وإسرائيل» أو «Hollywood and Israel: A History» من تأليف توني شو وجيورا غودمان، وقد يبدو المقال المنشور على موقع فورين بوليسي مقالًا وصفيًا، إلا أنه مكتوب بنبرة حزن وأسىً تنحاز إلى دولة الاستعمار الاستيطاني وتأسف على توتر العلاقة (العاطفية) بين الطرفين.

يتبنى المقال (عن قصدٍ أو دون قصدٍ) لغة توراتية في طريقة سردهِ للأحداث، خصوصًا أنه يتناول أفلامًا وأعمال وأسماء صهيونية يهودية بالمقام الأول، وذلك إلى جانب استعماله لتعبيرات ونكت توراتية (وإنجيلية) في سياق حديث عن العلاقة بين هوليوود وإسرائيل، وقد تبدو هذه التعبيرات مُعلمنة أحيانًا، إلا أنها لا تفقد ارتباطها الديني، خصوصًا وأنها تفقد معناها خارج سياقها المسيحي/اليهودي وتصير ضمن «المُتعذر ترجمته».

وفي تناوله للأمور ذات العلاقة بفلسطين والفلسطينيين، فهو يلجأ أحيانًا إلى صيغة المجهول عند ذكره لتهجير القرى الفلسطينية وتدميرها والمجازر المصاحبة لها عندما يكون الحديث عن قضايًا تسبق قيام دولة إسرائيل (1948). كما أنه وفي سياق حديثه عن افتقار الفلسطينيين للحقوق الأساسية، فهو يتبنى لغة قمعية قائمة على الحذف والإخفاء بجعله الفلسطينيين «أقلية» وأنهم موجودون فقط داخل حدود الدولة العبرية، وأنهم يعانون هناك في الحصول على حقوق متساوية، بدلًا من كونها قضية استعمار استيطاني. تعمل هذه اللغة على تقويض تمثيل الفلسطينيين وتُلغي وجودهم داخل اللغة نفسها بما أنهم موجودون في الضفة الغربية وقطاع غزّة والشتات وأراضي 48، وتخفي حقيقة نضالهم ورغبتهم في التحرر الوطني.

يستمر هذا القمع اللغويّ في غياب كلمة فلسطين في المقالة إلا إذا كان الحديث عن الهجرة اليهودية إلى «فلسطين الانتدابية» قبل قيام دولة إسرائيل (ذُكرت مرة واحدة)، وبعدها يصير الحديث فقط عن «الفلسطينيين» (ذكرت 5 مرات)، ويعمل هذا الحذف على تعزيز الصُورة الإسرائيلية التي روَّجت لها الهسبرة الصهيونية الإسرائيلية في أنهم وجدوا في فلسطين أرضًا بلا شعب، وبعد وصولهم إليها انتفى عنها اسمها وصارت «إسرائيل» (ذُكرت 55 مرَّة) أرضًا للإسرائيليين (ذُكرت 17 مرَّة).

كما أن الكاتب، وحين يصف التوتر الذي وقع بين إسرائيل وهوليوود (وأميركا من بعدها)، فهو لا يتحدث عن أفعال الدّولة المُجرمة بحد ذاتها بقدر ما يتحدث عن فشلها في جهود الهسبرة الإعلامية وفي تغطيتها لهذه الجرائم، ملقيًا باللوم على رئيس الوزراء الإسرائيلي السَّابق اليميني بنيامين نتنياهو والرئيس الأميركي الأسبق دونالد ترامب، لأنهما صعَّبا العملية وأنهما بأفعالهما أحرجا إسرائيل ووضعاها في موقف الطرف الذي يرفض الحوار مع الفلسطينيين وأنهما لا يرغبان في السَّلام.

ويعمل الكاتب على قرن أميركا وإسرائيل معًا على أنهما ديمقراطيات متساوية وأن المشاكل التي تواجههما الآن مرتبطة بأزمة الديمقراطية نظرًا لظهور اليمين فيهما، إلى جانب اليمين العالميّ، وأن إسرائيل مثل أميركا، لها مُثل عُليا (صهيونية) قائمة على حماية يهود العالم والدّفاع عن البشر في العالم الحر ضد الإرهاب، وأن ما تفعله من مجازر وهدم وأنّ ما ترتكبه من تطهير عرقي بحق الفلسطينيين ليس إلا استثناءً وانحرافًا عن تلك القيم، بدلًا من توصيفها على أنها جُهد منهجي ومؤسسّي ومقصود وجزء بنيوي في تشكيل الحركة الصهيونية قبل النكبة ودولة الاستعمار الاستيطاني حتى هذه اللحظة. وهذا التناول الإشكالي في قرن أميركا وإسرائيل معًا، في أن مشكلتهما فقط في اليمين، يتغافل عن المشاكل البنيوية في النظام الأميركي نفسه، وفي تعامله مع فئات مُجتمعهِ غير البيض، على مستويات مُختلفة مثل التعليم والرعاية الصحية والوصول إلى الفرص والقضاء وغيرها.

أعي تمامًا أن هذه المقالة لم تكن موجهة لقارئ عربي أو فلسطينيّ، ولا أطلب من المؤلّف أن يكون مُنحازًا للرواية الفلسطينية، بل أتناول هذه الإشكاليات في طريقة عرض المقالة لما فيها من محتوى يؤكد وجود علاقة توتر حقيقية بين الهسبرة الصهيونية والرأي العام الدولي، وأني بترجمة هذه المقالة (كما هي دون تعديل) أضعها في سياقها لقارئٍ فلسطيني وعربيّ.

مُلاحظة: كل هوامش المقالة من المُترجم.

نُشرت المقالة لأول مرة في موقع عرب 48.

متابعة قراءة “هل انتهت علاقة هوليوود بإسرائيل؟”

دولةٌ صهيونية بأي ثمن: إرث بن غوريون في تأسيس دولة الفصل العنصري


مُقدّمة المُترجِم

في البداية وعند اختيار المادة، كان المخطط أن يكون العمل عليها ترجمة حصرًا، ولكن كمية المعلومات فيها والإحالات إلى خارجها دفعتني للجوء إلى مراجع أخرى، طبعًا بالاعتماد على المادة الإنجليزية مرجعًا أساسيًا. يحاول صامويل فاربر عبر القراءة النقدية لكتاب توم سيغف[1] أن يضع يده على النقاط المحورية في حياة ديڤيد بن غوريون والتي جعلت من إسرائيل الدولة القائمة اليوم، فيتحدث تحت سبعة عناوين رئيسة، كيف أنّ حلم إنقاذ اليهود من الظلم والاضطهاد في العالم الغربيّ، جعل الصهاينة، يسعون إلى بناء دولة في فلسطين، حتى لو عنى ذلك ممارسة الاضطهاد نفسه على قوميات أو عرقيات أخرى، وهنا لا تكون الصهيونية ضحية، بل هي فاعل مُجرم، يستخدم الأدوات نفسها والنظرة الاستشراقية الغربية في التعامل مع السكان الأصليين، ويركّز الكاتب على الترجمة لحياة بن غوريون في الربط بين تعامل الصهاينة الاستعماري وتعامل القوى الاستعمارية الكُبرى في أميركا الشمالية مثلًا مع السكان الأصليين هناك، ومع المكسيكيين لاحقًا، ومع الأفارقة الأميركان أيضًا. تجدر الإشارة هنا، أنّ المحتوى الموجود في هذه المادة والاستعانة بالمراجع الفرعية كان لضرورة شرح وتوضيح المعلومات في المرجع الأساسي، وبالتالي، فإن عمل المترجم على المادة ونشرها لا يعني بالضرورة (أو البتة) الموافقة على ما وردَ فيها، وإنما مُساهمة فِي نشر ما يكتبه رواد حركة المؤرخين الجدد حول العالم فيما يتعلق بالصهيونية ودولة الاستعمار الاستيطاني «إسرائيل».


متابعة قراءة “دولةٌ صهيونية بأي ثمن: إرث بن غوريون في تأسيس دولة الفصل العنصري”

طُغيان الوقت

في ظهيرة يومٍ غائم ورطب في الخامس عشر من فبراير عام 1894، مشى الفرنسي مارشال بوردين إلى حديقة گرينتش في شرق لندن. كان للشاب الفرنسي شعر داكن وناعم وممشط إلى الخلف وشارب عريض.  جال الشاب طرقات الحديقة الملتوية إلى أن وصل إلى المرصد الملكي، والذي كان قد بُني قبل عشر سنوات بوصفهِ مركزًا رمزيًا وعلميًا لوقت الساعة القياسي على مستوى العالم (توقيت گرينتش) وكذلك رمز للإمبراطورية البريطانية. حمل بوردين في يده اليسرى قنبلة: حقيبة ورقية بنية تحوي في داخلها عبوة معدنية مُعبأة بالمتفجرات. ومع اقترابهِ من المرصد، جهز القنبلة بزجاجة من حمض الكبريتيك، ولكن وعند وقوفه مواجهًا للمرصد، انفجرت القنبلة في يديه.

متابعة قراءة “طُغيان الوقت”

انتفاضة التيك توك أو كيف تمكّن الفلسطينيون من طرح سرديتهم؟

مُلاحظة من المُترجم: لأن ترجمة هذه المقالة سُتنشر على مدونتي وليس في أي من المواقع أو المجلات الأخرى، ولأن نشرها سيكون حرًا، وغير مرتبطٍ بمؤسسة أو جسمٍ ما، فقد آليت أن تكون الترجمة بتصرّف.  أي ذكر لدولة الاحتلال باسمها سيكون بين «بين مزدوجين». وسأعمد أيضًا إلى إضافة مُلاحظات خاصّة مني لتطوير المادّة وستكون مداخلاتي دائمًا بين أقواس أو في الهوامش السفلية من المقالة.

في العدوان الأخير على غزّة، وقبله في الحملة الإعلامية التي انطلقت من الشيخ جراح ونحو العالم (والتي ما زالت مُستمرة حتى الآن) تمكن الفلسطينيون من توحيد خطابهم الإعلامي ضد دولة الاستعمار الاستيطاني في حالة نادرة أثبتت أهمية انسجام السرديات، ومخاطبة الرأي العام العالمي (الناس لا الحكومات) بنبرة واضحة وملائمة، وأيضًا كان الفلسطينيون في الإعلام يتحدثون بنبرة صاحب الحق لا بنبرة الضحية، أثّر هذا على استقبال رسائل الاضطهاد والقمع وخلق نتائج كثيرة وأفشل جهود الهسبرة الصهيونية والعاملة منذ عشرات العقود على إخفاء الصوت الفلسطيني في المنصات الدولية.

متابعة قراءة “انتفاضة التيك توك أو كيف تمكّن الفلسطينيون من طرح سرديتهم؟”

آن لأميركا أن تقطع علاقتها «الوطيدة» بدولة الاحتلال

مُلاحظة من المُترجم: لأن ترجمة هذه المقالة سُتنشر على مدونتي وليس في أي من المواقع أو المجلات الأخرى، ولأن نشرها سيكون حرًا، وغير مرتبطٍ بمؤسسة أو جسمٍ ما، فقد آليت أن تكون الترجمة بتصرّف، وأن أشيرَ إلى «إسرائيل» على أنها دولة الاحتلال طُوال الوقت.  أعي تمامًا أن هذه مقالة رأي لكاتبها، ولكن هذه مدونتي، ولا أريد أن أذكر اسم دولة الاحتلال إلا إن كان السياق يتطلب ذكرها (صفة/سلبية). وسأعمد أيضًا إلى إضافة مُلاحظات خاصّة مني لتطوير المادّة، وستكون ملاحظاتي بين (قوسين) دائمًا. الهدف من تمرين عدم ذكر دولة الاحتلال إلا بما هي عليهِ، دولة استعمار استيطاني إحلالي، هو عدم التعوّد على ذكرها ليصير استخدامها بشكل طبيعي إطلاقًا.

تأتي ترجمة هذه المقالة من باب إظهار أن الرأي العام الأميركي سواء من الشارع أو من الأكاديمية، قد بدأ بالتغير، وهذا نظرًا لعدة متغيرات، منها متغيرات شعبية وناتجة عن جهود الحراكات والاتحادات الفلسطينية في الولايات المتحدة، أو لأسباب داخلية أميركية أو لأسباب تهم أو تؤثر على السياسة الخارجية للولايات المُتحدّة. يكون التركيز بشكل كبير على الرأي العام العالمي وليس على المُجتمع الدولي، والذي نعلم كلنا أنه مُنحاز حتى النهاية باتجاه دولة الاحتلال.

نُشرت هذه المقالة لأول مرة باللغة الإنجليزية على موقع مجلة فورين بوليسي من كتابة ستيفن والت، عالم سياسة أميركي، وأستاذ كرسي روبرت ورينيه بيلفر للشؤون الدولية في كلية جون إف كينيدي للإدارة الحكومية بجامعة هارفارد. قدم والت مساهمات مهمة في نظرية الواقعية الدفاعية الجديدة ووضع نظرية توازن التهديد (أو توازن القوى). ألّف وشارك في تأليف مجموعة من الكتب، منها: أصول التحالفات وكتاب الثورة والحرب وكتاب اللوبي الإسرائيلي وكتاب السياسة الخارجية للولايات المُتحدّة.


متابعة قراءة “آن لأميركا أن تقطع علاقتها «الوطيدة» بدولة الاحتلال”

لماذا تدعم الولايات المُتحدّة دولة الاحتلال الإسرائيلي؟

مُلاحظة من المُترجم: لأن ترجمة هذه المقالة سُتنشر على مدونتي وليس في أي من المواقع أو المجلات الأخرى، ولأن نشرها سيكون حرًا، وغير مرتبطٍ بمؤسسة أو جسمٍ ما، فقد آليت أن تكون الترجمة بتصرّف، وأن أشيرَ إلى «إسرائيل» على أنها دولة الاحتلال طُوال الوقت.  وسأعمد أيضًا إلى إضافة مُلاحظات خاصّة مني لتطوير المادّة، وستكون ملاحظاتي بين (قوسين) دائمًا.


في حين تعيد دولة الاحتلال ممارسة عسكريتها المتوحشة ضد قطاع غزّة المُحاصر، يبدو أن سكان القطاع أنفسهم قد حدّقوا في وجه الموت وتصالحوا معه. تشير تغريدات أهل القطاع التي انتشرت في أتون الحرب إلى أنهم قد استعدوا للأسوأ، وشهدنا كيف كانوا يجمعون عائلاتهم بأكملها في الغرفة نفسها ليموتوا معًا. لم تكن تلك التغريدات لجذب الانتباه، وإنما كانت رسائل وداع.

وفي حين أن الولايات المتحدة الأميركية وشعبها يقدسون الاحتلال الإسرائيلي ودولة الفصل العنصري الإسرائيلية، إلا أن باقي دول العالم لا ترى الأمر بنفس الطريقة، وبدأ هذا منذ تأسيس دولة الاحتلال منذ عام 1948.

ولكن اليوم، لدى دولة الاحتلال علاقات دبلوماسية مع أغلب دول العالم، ويعود الفضل في هذا إلى الولايات المتحدة الأميركية، فقد سعت واشنطن جاهدة  لتطبيع وجود دولة الاحتلال ودمجها مع الاقتصاد الدولي. لدى الولايات المتحدة الأميركية علاقة خاصّة مع إسرائيل، وذلك كما وصفتها وزارة الخارجية الأميركية:

«إسرائيل شريك كبير للولايات المتحدة، ولا صديق قريب من إسرائيل أكثر من الولايات المُتحدة. يجتمع الأميركان مع إسرائيل على التزامهم المُشترك تجاه الديمقراطية والانتعاش الاقتصادي والأمان الإقليمي. العلاقة التي لا يمكن كسرها بين الدولتين تشهد الآن أشد لحظات قوتها».

وزارة الخارجية الأميركية

متابعة قراءة “لماذا تدعم الولايات المُتحدّة دولة الاحتلال الإسرائيلي؟”