رواية الأخوان – أستريد ليندجرين


رواية الأخوان أو باللغة الإنجليزية The Brothers Lionheart (السويدية: Bröderna Lejonhjärta)، رواية خيالية تعد من أدب الأطفال، كتبتها أستريد ليندغرين. نُشرت لأول مرة في خريف عام 1973 وتُرجمت إلى 46 لغة. وعلى الرغم من تصنيفها كأدب أطفال، إلا أن الرواية تتناول العديد من الموضوعات القاتمة الثقيلة تناولًا غير عاديٍ، مثل المرض والموت والاستبداد والخيانة والتمرد/ كما تشمل موضوعات الرواية الأخرى الأخف قضايًا مثل الحب الحب العذري والولاء والأمل والشجاعة والسلام.

الشخصيتان الرئيسيتان هما الأخوان، الأكبر جوناثان والأصغر كارل. كان اسم عائلة الشقيقين في الأصل «لايون Lion» ، لكنهما يُعُرفا عمومًا باسم عائلة «قلب الأسد Lionheart». بعد موت الأخوين، تباعًا، يلتقيان في مكان آخر بعد الأرض واسمه ناجيلا، وهي معروفة على أنها «أرض المخيمات وسرد القصص». في ناجيلا، يعيش الأخوان الكثير من المغامرات إلى جانب مجموعة من مجموعات المقاومة بهدف الإطاحة بالشرير المستبد تنغل، والذي يحكم الناس بمساعدة تنينته التي تنفث اللهيب، كاتلا.


في السنوت الأخيرة فِي غزة، كنت فقدتُ «دهشتي». تلك القدرة التي تجعلك ترى أو تسمع أمرًا ما، فتقول بعده «أوبا» أو «واو»، وهذا شعور طبيعي في بلادٍ لا تعلمك إلا الخدر والبلادة تجاه كل ما يدور حولك. حاولت قدر المستطاع هُناك استعادتها، لكني فشلتُ، وفي اللحظة التي عتبتُ فِيها خارج الصالة ودخلت الأراضي المَصرية، كأن بِي مساحة جَديد كانت معزولة ونائمة، واستيقظت. فِي تلك اللحظة، أدهشني اتساع الطريق من غزة إلى القاهرة، وكثرة البشر وأول سينما. لأول مرة منذ عدة سنوات، صِرتُ أقفز. الخروج من ذلك السجن الكبير (الذي أحب بالمناسبة)، أعادَ لي اندفاعي الطفوليّ الذي حاولت دائمًا المحافظة عليهِ هناك، ولكني فقدته. هذا الاندفاع الذي يجعلني عندما أرى امرأة تعجبني، أن اقترب منها وأن أتحدث إليها لأخبرها كم أحب فستاها، أو كم أن ابتسامتها ساحِرة (بعيدًا عن التحرش طبعًا). هذا الاندفاع الذي يجعلك ترى الغروب كل يومٍ كما لو تره من قبل. أن ترى البحر كما لم تره من قبل. أن ترى الألوان حقيقيّة دون طبقة من الضباب أو السواد تلتف حول عينيك. أن تشعرَ بكل ذرة فيك بأنك حيّ، رغم كل ما تمر بهِ، إلا أنّك حيّ. هذا ما أهدانيه الخروج من غزة.. الاندفاع الطفولي.. جعلني أكتب بكثافة وبطريقة جديدة. أهداني صوتيّ الذي بحثتُ عنه كثيرًا. صوت الذي روضته كثيرًا. وحاولت إخضاعه لِي. لكنه مات. ها هو الآن يعود، مروض، ولكني بدون قيود. أطلقت له العَنان. عندما صعدت على طائرة للمرة الأولى، كنت طفلًا. لم تتخيلوا مقدار سعادتي. جلست بجانب النافذة، وصورت أكثر من مئة صُورة يومها. لم أتوقف. انتقلت معي هذه الحالة إلى كل مكان.
قبل عدة سنوات، بدأت برحلة البحث عن الكتاب الأول الذي قرأته كاملًا في حياتي. بل الأصح، الرواية الأولى. رواية الأخوان للكاتبة أستريد ليندغرين. قرأتها أكثر من 15 مرة تلو المرة. لهذه الرواية علاقة قوية تربطني بها. حاولت الحصول على الكتاب بأكثر من طريقة. حاولت البحث عنه في المكتبات، إلا أنه لم يكن موجودًا. تحدثت مع أكثر من موقع كتب عربي، إلا أنهم قالوا بأنهم لا يرسلون إلى غزة. تواصلت مع أصدقاء في روسيا والضفة ومصر، ولم يتمكن أي منهم من الوصول للكتاب. تواصلت في النهاية مع دار المنى Dar Al Muna عبر الفيسبوك، ولكنّهم قرؤوا الرسالة وتجاهلوها. شعرت بغصة في ذلك اليوم.

في اليوم الأول لمعرض الكِتاب الدولي في الدوحة لعام 2020. أول معرض كِتاب أحضره في حياتي. دخلت المعرض دون أن أجهّز نفسي لأي شراء أو بخطط من أي نوع. دخلت المعرض، لأرى في وجهي مباشرة دار المنى، بعد أن أشارت زميلتي إليها. ذهبت أنا وهي هناك نقفز مثل الأطفال أمام الأرفف. رأيت رواية الأخوان مُباشرة واحتضنتها. كأن أعامل الكتاب مثل ابن ضائع. نعم قفزت، وصرت أتحدث أسرع من الطبيعي. عدتُ في تلك اللحظة طفلًا في الصف الخامس. يقرأ عن الأخوان ليونهارت، وعن ناجيلا وننجيلا. وعن التنين. وعن تنغل. وعن كل ما فيها. أهدتني مسؤولة البيع عن الدار الكِتاب إهداءً، وأهدت صديقي كِتاب آن في المرتفعات الخضراء.
أحببتُ تلك اللحظة جدًا، وودت لو أني قدرت أن أشاركها مع أحدهِم دون أن تكون لي حاجة للكتابة عنها، ولكن، تبقى الكِتابة عزاؤنا الوحيد الذي لا يخدعنا لو يخيبنا ولا يتركنا أبدًا.
في داخلكَ صوت. بداية، روّضه. علّمه كيف يخضع لك. ثم أطلق له العَنان، ولا تقتله أبدًا ما حييت.


20 رأي حول “رواية الأخوان – أستريد ليندجرين

  1. وين الرواية …. يمكن انا مش عارفة افتحها ازا ممكن بدي اياها بالعربي ازا في مجال حدا يخبرني كيف بتفتح او من وين بقدر اشتريها
    ولكم جزيل الشكر والاحترام

    إعجاب

  2. يااااه صارلي مدة بدور عليهااا .. قرأتها قبل 8 سنين وكنت حابة أقرأها مرة تانية وكنت ناسية لمين الرواية .. جد شكراً كتييير

    إعجاب

  3. رواية بديعة قرأتها كثيرآ وبمراحل عمرية مختلفة ولا تزال من الكتب العالقة بذاكرتي
    وصديقتي قبل قليل اخبرتني انها تعاني من الكآبة والاصطدام بالواقع وتبحث عن كتاب
    لتغرق فيه وتبحر فيه الخيال .. فهذا الكتاب اول من تبادر الى ذهني

    إعجاب

أضِف تعليقًا